صوت الهدوء

14081825029_aaacd1f705_b

source : https://www.flickr.com/photos/depuntillas/14081825029/in/faves-_aauumm_/                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  الهدوء هو أن تسمع لما لايسمع غالبا ، لما غطت مشاغل الحياة  االيومية اذاننا عن سماعه ، كحة العامل الذي يبني العمارة المجاورة ،  صباح ساكن الا من هديل حمامة احتلت النافذة مواء قطة،  سيارة عبرت الشارع ، صوت غليان الماء المعد للقهوة ،  ضربات كاتب  على لوحة  مفاتيح، صوت ملعقة تذيب السكر في قهوة الصباح الباكر ، صوت حجرة رماها طفل في بحيرة ، مكينة خياطة جدتي ، اول قطرة مطر على سقف سيارة ،صوت  الداخل وصوت الخارج ،مدهش حقا !(قف عند النافذة واستمع لصوت الداخل ،ثم افتح النافذة واستمع ثانية

 

 

خيبة

069b27155dbe9d6330635d28f0aa2574

source:http://www.imdb.com/media/rm3528366080/nm0000030

لا أريد منك سوى بضع كلمات .. أكثيرة علي ! ألهذا الحد أصبح الشقاق بيننا , كيف ولماذا ومتى حدث ذلك ، لا أذكرسوى  انني تأخرت عن المنزل بضع مرات كما تفعل انت دائما ! كان مزاجي معكرا بعض الشئ بسبب زميلة عمل ! كما يحدث عندما هزم فريقك المفضل ! أم لأنني لا أجيد الشاي ثقيلا كما تحب !

: كنت اظن ان حياتنا ستكون مباراة متعادلة ، وان كل هدف في مرماك سيشعل رغبة  بهدف مقابل ، فرجل مثلك لايقبل ان تهزمه امرأة حتى في اللطف والرقة ، في كل مرة كنت اقف مذهولة امام سحرك ، انحني تواضعا للطفك ،و اصمت خجلا من رقتك، وكنت اظن بأن المباريات لاتنتهي .

أتذكر ، عدت مرة من مجلس أحد أصدقائك الذي أخبرك بأنك لا تجيد القاء الشعر وكيف ان الحضور سيغفى مع اول شطر تلقيه،يومها تركت مذكرات طه حسين ، لالقي عليك محاضرة عن روعة وعبقرية إلقاءك    ، نسجت اوهاما وصدقتها لأجل أن تصدقها ، لم احتمل خدشا بسيطا في كبرياءك ، كبرياء الرجل هو مايشد عود المرأه ، او عودي الاقل ، دائما ماشحذت كبرياءك ، وزرعت فيك غرورا حتى كبر ذلك الغرور و التهمني .

لن اخفيك ،حذرني الكثيرون ، سئمت صديقاتي اقناعي بأنك لاتليق بامرأة مثلي ،لكن الجميع عجز عن رؤية ما أرى ، كررت مرارا وتكرارا فلسفتي في الزواج ، وكيف أن الثقافة ليست معيارا لكفاءة شؤيك الحياة ، ولطالما قلت- ساخرة – الزواج ليس مناقشة دكتوراه ،وليس قاعة محاضرات أوناد أدبي ، الحياة تبنى على الألفة والتناغم بين شخصيتين قد يختلفان اختلافا جذريا لكنهما أعز صديقين  . نعم قد أكون امرأة مختلفة ولكن هذا لايعني أن لا اقبل برجل عادي ، ثم إن المرأة قد تكون نقطة تحول في حياة الرجل ، قد تقلب كل موازينه وقد يكون بطل الإنجازات التي تحققها  ،لن اخفيك أنني لطالما تغنيت   بكلمات نزار “اي انقلاب سوف يحدث في حياتي لو اعشق امرأة تكون بمستواك” لكنك لم تكن بمستوى الرجل في قصائد نزار فكل انقلاب من اجل امرأة في دستورك :نكسة

النخبة بتاعة سيادته ..

النخبة..صفوة المجتمع من علماء ومفكرين وفنانين ومثقفين ، وقد يجمع المصطلحين الأخيرين معا في كثير من الأحيان ، واسمحولي أن اتوقف هنا اشمئزازا . لطالما كان الفنان محترما ومقدرا عندما يضع على عاتقه مسؤولية أن يكون صوت المجتمع وصورته ، فيعي دوره في إظهار الحق ،ورفع الظلم، وإيصال رسائل يصعب ايصالها بوسائل أخرى . هذا الوعي وتلك الرسالة النبيلة هما مايميز “الفنان المثقف” عن الممثل المؤدي .

أما أن يتنازل فنان عن شرف تلك الرسالة ، متجاهلا صوت مجتمعه ، متعاميا عن بؤس المواطن وفقره ، بل ويقبل مختارا أن يكون صوتا للظلم الواقع عليه ، وأن يساهم في طمس معاناته ، وخنق صيحاته ، وكبت صوته . وأن يتحدث بلسانه كذبا وزورا على مرأى من العالم ، فتلك نخبة شيطانية ، نكبة على مجتمعها ، عار على الثقافة ، وجريمة في حق الفن أن تنسب إليه .

فاطمة العمودي